القلم الساخر و القلم المسخرة
صفحة 1 من اصل 1
القلم الساخر و القلم المسخرة
القلم الساخر و القلم المسخرة
القلم قيد الفكرة و رباطها ، به ندون و نحفظ ، و دونه نضِيع و نهدر ، ما نقوله اليوم لا نذكر منه شيئا غدا ، فالقلم نعمة و آية من آيات الله .
و لكن تتوقف الفكرة و المدونة و المحفوظة على قيمتها و مدى نفعها ، فقد يدون القلم علما نافعا أو فنا راقيا و قد يدون تاريخا و تراثا . به تكتب العهود و المواثيق و به تستوفى الحقوق و تُوَفى الإلتزامات .
و من فنون الكتابة بالقلم .. فن الكتابة الساخرة .. فقد تغنى عبارة ساخرة عن موضوع طويل و قد تعادل رواية أو قصة .
و لكن فارق كبير بين القلم الساخر و القلم المسخرة .
فالقلم الساخر هو الذى ينتقد بلذاعة بارعة و يسخر من موقف يستحق ذلك . فالقلم الساخر يرسم صورة مروعة للنصاب و المحتال ، و يرسم صورة رائعة للأبطال و الأفذاذ ..
أما القلم المسخرة فهو الذى يخر ما تمر عليه العين لتقرأه و لا تتمنى العودة له مرة أخرى بل تراها نادمة على هذا المرور و لو علمت مسخرة ما قرأته لهذا القلم المسخرة ما أضاعت وقتها فى قرأته بل ربما تحفظ اسم صاحب هذا القلم المسخرة و إذا وجدته ملتصقا بموضوع ما طوت الصفحة و قلبتها دون أن تفكر فقد علمت و أيقنت أن هذا القلم المسخرة لن يُجْنى من وراءه نفع و لن يُتَحصل منه على منفعة أو فكرة .
فهذا القلم المسخرة يطبل لهذا و يرقص لغيره يستجدى ممن يظن أنهم أولياء نعمته ، يتملقهم و يتمنى رضاؤهم و لو على حساب نفسه و كرامته و شخصيته الحقيرة الوضيعة .
هذا القلم المسخرة لا يعمر طويلا .. و لا يبقى له أثرا بعد زوال صاحبه أو ولى نعمته الذى طالما نافقه و تملقه .. و هو قلم يكتب ما لا يساوى ثمن المداد الذى يكتب به .
و حتى لا نظلم القلم .. و لأنه مجرد أداه فى يد من يكتب به .. فهل يتساوى قلم صلاح جاهين و أحمد رجب مع قلم الهلافيت التى تشمئز من كتاباتها العيون .
و عليه فإننا يمكن أن نخلص إلى أنه كما يوجد كاتب ساخر .. يوجد كاتب مسخرة .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى