واحـة بشـتامى
السلام عليكم .. أنتم غير مشتركين فى المنتدى .. يسعدنا إنضمامكم إلينا .. مع تحيات إدارة منتدى " واحة بشتامى "

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

واحـة بشـتامى
السلام عليكم .. أنتم غير مشتركين فى المنتدى .. يسعدنا إنضمامكم إلينا .. مع تحيات إدارة منتدى " واحة بشتامى "
واحـة بشـتامى
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

ما رأيك في هذه الوصية

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

ما رأيك في هذه الوصية Empty ما رأيك في هذه الوصية

مُساهمة من طرف أبو محمد رزق الأحد أبريل 24, 2011 12:51 am

قال لها يوصيها و ينصحها :
( عضي على زوجك بالنواجذ )
و زيادة في الحرص استعملت كل أسباب العض ، بل تمادتْ قليلا
( فعضتْ ) عليه بنواجذ الحب و أضراس التحنان و قواطع الألفة
ثم فرشتْ له لسانها بساطاً أحمراً
و حولتْ ريقها دهناً يتمسح به و أنفاسها لحافاً يتدثر به.
حتى تعب منها الفك الأسفل و العلوي ، و أصابهما التنميل ، فنضب الريق و جف اللسان ،
و تصادف في ذات الوقت أن قامت بخلع (ضرس العقل) فقد تقدمتْ في السن قليلاً ،، فتراخت ( العضة ) قليلا و أنفرج الفكان رغماً عنها.
و أعطت لنفسها هدنة لترتاح قليلا.
و عندما عـادت لتمارس (العض) مرة أخـرى مواصلة للاهتمام والعناية ، كان ( المعضوض ) قد أنفلت من بين يديها كطائر ظل محبوساً في قفصه، و لاذ بنواجذ أخرى طائعاً مختاراً ، مســـتغلاً فترة الاسترخاء و الراحة هناك.
و الغريب في الأمر برمّته أن ( النواجذ ) الجديدة التي لجأ إليها كانت ( مرتخية ) ليس بسبب وصية أو نصيحة .
كانت ( النواجذ الجديدة ) لا تحبذ زيادة قوة ( العض ) ، و لا نية لها في ( العض ) عليه وحده ، كانت لها أشياء أخرى تحب أن ( تعض) عليها ، أشياء لينة و طرية و أخرى جافة و خشنة و أشياء باردة و أخرى ساخنة ، و أشياء بين بين ، و في بعض الأحايين ، تجمع كل هذه الأضداد في ( عضة ) واحدة وتحت سقف (حلق واحد) و بين (فكين) .
أما صاحبتنا الأولى صاحبة ( العضة المتشددة ) ، فمن فترة لأخرى، تعض على نواجذها متوهمة أنه ما زال هناك ، فتنتبه إلى أنه لا يوجد شيء تعضه ، فتصطك منها أرتال الأسنان فتعود لرشدها تملؤها الحسرة.
و عاشت تعض على لا شيء ، كالمستجير ( بالريق عند العطش ).


و قال آخر ذي تجارب يوصي امرأة يهمه أمرها :
أيا بنية ، أوقدي أصابعك العشرة لزوجك شمعا يستنير به.
فعملتْ بالنصيحة ، و صار همها و شغلها الشاغل أن تراقب هذه الأصابع مشتعلة حتى تنير له الطريق ، مضحِّية ( بشحم ) أصابعها لهذا الحبيب ، و ظلتْ رافعة أصابعها العشرة أمامها في الرواح و الغدو ، و لا تخفضها حتى يغط في النوم و يروح في سبات عميق.
و ذات ليلة عاصفة ،، انطفأت شمعاتها ، فقد بلل أصابعها المطر المندفع عبر النوافذ و السقف ، و راحت منشغلة عنها بتوفير الهدوء و السكينة و الدفء له ، و عندما عادت لمخدعهما لتطمأن عليه ، لم تجد غير ورقة صغيرة تقول :
لا أحب ضوء الشموع الخافت. أحب الأضواء المبهرة. سئمت نصف الضوء و نصف الظلام. وداعا.
و من يومها ، عشقت الظلام و أدمنته ، و كرهتْ أي ضوء مهما كان مصدره أو قوة توهجه.


أما ذاك ، فقد قال لصاحبه :
المرأة قارورة عطر ، فأعمل على الاستمتاع بالعطر و حافظ على القارورة و حاذر أن تنكسر.
خوفا على العطر ، فقد صب جل اهتمامه على القارورة لأن بداخلها يكمن العطر الذي ظل يستنشق عبقه معها و في غيابها. سكنتْ روحه فصارت أهم من الهواء و الأكل و الشرب.
أدمنها تماما ...
أحتضن القارورة بين أضلاعه ، و وضعها بين أهدابه و رموشه و غطى عليها بجفنيه و أغلق عليها قلبه وظللها بغمامات من مشاعره و سحبا من أحاسيسه.
أفاق ذات يوما ، و هو يحس خواءا في الروح و جوعا في نبضه ، و عبقها يربض بين أحضانه و يربت على كتفه و يهدهد تعبه ،
و لكن القارورة لم تكن هناك ، ناداها بأعلى صوته ، فلم تجب.
خرج كالمجنون يبحث عنها.
رآها تولي الأدبار تتدحرج على حصى الطريق ، ترتطم بالأرصفة و الأعمدة الخرسانية و تتوارى بين الزحام ، و لكن هاله أمر مريب ، فالقارورة لم يحدث لها أي ضرر جراء كل هذا و ذاك ، لم تنكسر أو يصيبها شرخ ، بل واصلت تدحرجها و هي سليمة معافاة ، لا يسمع غير رنينها المموسق عبر جسدها الشفاف الرقيق ، حتى غابت عن ناظريه و عن دنياه.
عندما شفى من إدمانه عطرها ، و أنزاح عبيرها من خياشيمه ، راح يشكو لصديقه ما فعلته قارورته.
و قبل أن يكمل حديثه و شكواه ، راح يضحك بهستيريا متواصلة .
فقد كان عطرها يعبق من بين ثنايا صديقه المنتشي بالعطر و الذي لم يكن يسمع ضحكات صديقه المجنونة

أبو محمد رزق
مشرف
مشرف

عدد المساهمات : 20
النقاط : 4794
التقييم : 2
تاريخ التسجيل : 19/04/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

ما رأيك في هذه الوصية Empty ما أبلغ هذه التعبيرات

مُساهمة من طرف أحمد عبد الوهاب الإثنين أبريل 25, 2011 10:16 pm

أشكرك يا شيخنا على هذه المساهمة التي أفادتني كثيرًا برصانة الأسلوب وبلاغة الألفاظ والتراكيب، وسمو الخيال، أسألك يا شيخنا أن تكتب لنا المصدر سواءً كانت من تأليفك أو منقولة. ودمت بكل خير
أحمد عبد الوهاب
أحمد عبد الوهاب
عضو جديد
عضو جديد

ذكر
عدد المساهمات : 15
النقاط : 4757
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 16/04/2011
العمر : 40

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى