حياة المسلم بين الخوف والرجاء ـ محمود عبدالرحيم
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حياة المسلم بين الخوف والرجاء ـ محمود عبدالرحيم
حياة المسلم بين الخوف والرجاء
تكون أحوال المسلم في الفترة التي أنعم الله عليه فيها بنعمة الصحة والعافية بين الخوف من الله تعالى و الرجاء فيه سواء بسواء . فحال تمتع المسلم بصحته فإنه يجتهد في عبادة الله سبحانه وتعالى يأخذ من صحته لمرضه أي يعمل في فترة الصحة فيجتهد في العبادة و الأعمال الصالحة حتى يجمع من الحسنات الكثير لأنه لا يعلم ماذا يخبىء له في قابل عمره .
و لنا في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فقد كانوا رضوان الله عليهم يغتنمون فرصة عمل الخير كأنها الفرصة الأخيرة يعضوا عليها بالنواجذ فهم لا يضمنون أعمارهم و لا يضمنون عودة الفرصة مرة أخرى ذلك لأنهم حققوا الإيمان في قلوبهم و عملوا لأخرتهم و لربهم ولدينهم ولرسولهم صلى الله عليه وسلم ينتظرون من الله الجزاء الأوفى فهذا أبو بكر الصديق يخرج بماله كله و يسأله النبي عليه السلام ماذا تركت لأهلك يقول تركت لهم الله ورسوله .
و هذا عمر بن الخطاب يخرج بنصف ماله وهذا عثمان بن عفان يجهز جيش العسرة وهذا على بن أبى طالب كرم الله وجهه يخرج قوته وقوت أهل بيته و ينزل الله تعالى فيه " و يطعمون الطعام على حبه مسكينا و يتيما و أسيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءا و لا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا " الإنسان 8 : 10 فكان جزاؤه ـ و أهل بيته ومن فعل مثله ـ من الله تعالى " فوقاهم الله شر ذلك اليوم و لقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا " الإنسان 11 ،12
هذه نماذج حية ليست دروسا تدرس في كتب السيرة فقط ولكنها نماذج للصحابة و هي نماذج قابلة للتكرار حال الإخلاص مع الله تعالى ومع النفس حال أن يجعل الإنسان حبه لله ولرسوله و لدينه مقدم على حبه لنفسه و أهله و ماله في هذه الحالة يمكن أن تتكرر هذه النماذج . و لكن لا بد أن نسأل أنفسنا لماذا فعل هذا هؤلاء الصحابة ـ و غيرهم الكثير والكثير ـ ؟
فعلوا كل الخير يتسابقون إليه ويسعون إليه و لا ينتظرون حتى يأت باب البذل إليهم بل هم الذين يطرقونه ليل نهار كما طرقه الصديق والفاروق في خدمة السيدة العجوز الضريرة و كانا يقومان على خدمتها و هي لا تعلم من هما و كل منهما لا يعلم ماذا يفعل صاحبه لهذه العجوز و لكنها الأمانة التي حملاها على أعناقهما هي التي تحركهما رجاء في الله تعالى وخوفا من يوم الحساب متخذين آيات الله سبحانه وتعالى منهجا لهم فإنهم يعملون لأنهم لا يأمنون مكر الله " فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون " الأعراف 33 خائفين من يوم الحساب " يوم تبيض وجوه وتسود وجوه " أل عمران 106 أملا فى أن يكونوا مع الأبرار و ألا يكونوا مع الفجار " إن الأبرار لفي نعيم و إن الفجار لفي جحيم " الانفطار 13 ، 14 موقنين أن العمل الصالح يثقل الموازين " فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية " القارعة 7 .
فأعمالهم للخير و استباقهم إليه رجاء في وجه الله سبحانه وتعالى و نعيمه المقيم الدائم الذي لا يزول و لا يحول و في ذات الوقت خوفا من عقابه حال التقصير .و قد روى عن أبى هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة ما طمع بجنته أحد ، و لو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة ما قنط من جنته أحد " رواه مسلم . وعن إبن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله و النار مثل ذلك " رواه البخارى .
فالسعيد في الدنيا من أخذ بهذه القدوات الصالحات وبأقوال النبي عليه السلام فيكون دائما مستغرقا في عمل الخير والطاعات لا يخرج من طاعة إلا إلى أختها و لا من عمل صالح إلا إلى مثله يكون حاله دائما خائفا من الله راجيا عفوه و رحمته في أن يوفقه إلى عمل الطاعات فعمل الطاعات سعى من المسلم وتوفيق من الله تعالى فهل لنا أن نتأسى بصحابة رسول الله الذين قال فيهم " أصحابي كالنجوم بأيهم اهتديتم اقتديتم "
و تكون أحوالنا تتقلب بين الخوف من الله فيدفعنا هذا الخوف إلى عمل الخير و فعل الطاعات و لا نترك الفرص تتقلص منا الواحدة تلو الأخرى و نستكثر الوقت فلا يعلم أي منا متى أجله والى متى تكون معه صحته فنستثمر الخير والطاعات و نزيد من حسناتنا لتكون لنا من النار سترا وحجابا و الله الهادي والمستعان .[/QUOTE][/size]
مهاب محمود- المصمم العام
- عدد المساهمات : 1
النقاط : 4978
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 15/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى