من فقه سورة الصف
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من فقه سورة الصف
قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يحبُّ الذِينَ يقاتلونَ فِي سبيلهِ صفا كأَنهمْ بنيانٌ مرْصوصٌ (4))
فالصف هنا: كناية عن الانتظام والمقاتلة عن تدَبر.
عن قتادة- رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يحبُّ الذِينَ يقاتلونَ فِي سبيلهِ صفا) قال: ألم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، فكذلك الله لا يحب أن يختلف أمره، وأن الله وصف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بأمر الله .
فالله- عزَّ وجلَّ- يحب للصف الذي يرفع رايته، وينصر دعوته، وينشر فكرته أن يكون بنيانٌ تتعاون لبناته وتتضام وتتماسك، وتؤدي كل لبنة دورها، وتسد ثغرتها؛ لأن البنيان كله ينهار إذا تخلت منه لبنة عن مكانها.. تقدمت أو تأخرت سواء.. وإذا تخلت منه لبنة عن أن تمسك بأختها تحتها أو فوقها أو على جانبيها سواء.
إنه التعبير المصور للحقيقة لا لمجرد التشبيه العام.. التعبير المصور لطبيعة الجماعة، ولطبيعة ارتباطات الأفراد في الجماعة.. ارتباط الشعور، وارتباط الحركة، داخل النظام المرسوم، المتجه إلى هدف مرسوم.
فإذا كنا نحب الله ونحرص على رضاه، فيلزمنا إيثار محبته على محبتنا، فالمحبة توجب الإيثار، وتقديم مراد حبيبك على مراد نفسك، وتقديم محبوب حبيبك على محبوب نفسك؛ فإذا كان الحقّ تعالى يحبّ من العبد أن يقاتل على الوجه الذي ذكره؛ فمن لم يؤثر محبوب اللّه على محبوب نفسه- أي على سلامته- انسلخ من محبته لربه، ومن خلا من محبة اللّه وقع في الشقّ الآخر في خسرانه.
ويوحي لفظ (مرْصوصٌ) أي عظيم الاتصال شديد الاستحكام كأنما رص بالرصاص، فلا فرجة فيه ولا خلل، فإن من كان هكذا كان جديرًا بأن لا يخالف شيء من أفعاله شيئا من أقواله، فالرص إشارة إلى اتحاد القلوب والنيات في موالاة الله ومعاداة من عاداه.
هكذا يحب الله سبحانه وتعالى من عباده المؤمنين العاملين لدينه.
فالصف هنا: كناية عن الانتظام والمقاتلة عن تدَبر.
عن قتادة- رحمه الله- في تفسير قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يحبُّ الذِينَ يقاتلونَ فِي سبيلهِ صفا) قال: ألم تروا إلى صاحب البناء كيف لا يحب أن يختلف بنيانه، فكذلك الله لا يحب أن يختلف أمره، وأن الله وصف المسلمين في قتالهم وصفهم في صلاتهم فعليكم بأمر الله .
فالله- عزَّ وجلَّ- يحب للصف الذي يرفع رايته، وينصر دعوته، وينشر فكرته أن يكون بنيانٌ تتعاون لبناته وتتضام وتتماسك، وتؤدي كل لبنة دورها، وتسد ثغرتها؛ لأن البنيان كله ينهار إذا تخلت منه لبنة عن مكانها.. تقدمت أو تأخرت سواء.. وإذا تخلت منه لبنة عن أن تمسك بأختها تحتها أو فوقها أو على جانبيها سواء.
إنه التعبير المصور للحقيقة لا لمجرد التشبيه العام.. التعبير المصور لطبيعة الجماعة، ولطبيعة ارتباطات الأفراد في الجماعة.. ارتباط الشعور، وارتباط الحركة، داخل النظام المرسوم، المتجه إلى هدف مرسوم.
فإذا كنا نحب الله ونحرص على رضاه، فيلزمنا إيثار محبته على محبتنا، فالمحبة توجب الإيثار، وتقديم مراد حبيبك على مراد نفسك، وتقديم محبوب حبيبك على محبوب نفسك؛ فإذا كان الحقّ تعالى يحبّ من العبد أن يقاتل على الوجه الذي ذكره؛ فمن لم يؤثر محبوب اللّه على محبوب نفسه- أي على سلامته- انسلخ من محبته لربه، ومن خلا من محبة اللّه وقع في الشقّ الآخر في خسرانه.
ويوحي لفظ (مرْصوصٌ) أي عظيم الاتصال شديد الاستحكام كأنما رص بالرصاص، فلا فرجة فيه ولا خلل، فإن من كان هكذا كان جديرًا بأن لا يخالف شيء من أفعاله شيئا من أقواله، فالرص إشارة إلى اتحاد القلوب والنيات في موالاة الله ومعاداة من عاداه.
هكذا يحب الله سبحانه وتعالى من عباده المؤمنين العاملين لدينه.
عطية محمد "أبوعبيدة"- عضو جديد
-
عدد المساهمات : 16
النقاط : 5018
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 16/04/2011
العمر : 41
بارك الله فيكم
بارك الله فيكم و زادكم من فضله .. رؤية رائعة و أسلوب متمكن .. جزاكم الله خيرا و جعله فى ميزان حسناتكم .
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى