لماذا يناصرون مبارك

الحق ان هذا سؤال كنا نجد له اجابة قبل الثورة و حتى فى احلك و اصعب اللحظات فى ثورتنا المجيدة بل و تكون الاجابة شافية كافية و تعبر عن حال. أما الان فاننى اتعجب من الذين خرجوا يهتفون لمبارك و يطالبون بعدم محاكمته بل و ان البعض منهم طالب بتكريمه و غض النظر عن الذلات البسيطة التى حدثت فى عهده و على يديه باعتبارها اخطاء اعتيادية لم يشارك فيها مبارك بنفسه و انما ارتكبها حاشيته و ابنائه و من كانوا حوله. وهذه نظرية يمكن قبولها فى حالة و احدة و هى ان يكون مبارك لم يكن يحكم شعب مصر و انه كان يعمل ناظر عزبة فى وسية أفندينا. و حتى لو كان الامر كذلك فأمر محاسبته يرجع فى النهاية الى أفندينا باعتباره (صاحب الملك) اما ان يعفو و اما ان يعاقب. و الشعب هذه المرة هو (صاحب الملك ). و اذا القينا نظرة على الاحداث من اعلى و باعتبار عامل الزمن فى مقارتنا لما حدث اليوم بالقاهرة بالاحداث السابق ، نجد انه فى زمان مبارك كان رجاله يخرجون على الشعب مؤيدون و مباركون و مبايعون حتى اخر حبة رمل فى هذه البلد الطيبة و هم طبعا مستفيدون من ذلك بكل الوسائل فمن سلطة و نفوذ الى مال و فساد و من لا شئ الى عقارات و مليارات. و اذا بحثنا عن ماهية هؤلاء فستجد طالبو السلطة و المال من وزراء و رجال أعمال و مسئولين و رجال أمن و جيوش مرتزقة امن الدولة و الحزب الوطنى المنحل . و فى احداث ثورة الشعب المجيدة كانوا على نفس المنهج , خرجوا على نفس المنهج و المنوال يؤيدون و يبايعون و لكن هذه المرة لسبب اخر و هو حماية انفسهم من تيار الثورة الجارف الى سياخذهم الى المجهول و يعصف بكل امانيهم بل و ينسف كل جهود و عرق السنين. خرجوا تلك المرة و جيشوا لها الجيوش و اعدوا لها العدة من اعلام فاسد و بلطجية و رعب للمواطنين و مرتزقة يهتفون بحياة مبارك و لسان حالهم انه فى هذا الطوفان اما ان تهرب لتنجو أو ان تلقى بمن امامك لتقف على جثته و هم نفس الوجوه و الاشخاص التى كانت فى الماضى . و نجحت ثورة شعبنا العظيم . و خرج علينا من نسميهم بالثورة المضادة ليعبثوا فى الوطن و يفسدوا فرحة الملايين بل فرحة جميع الشعوب العربية التى طالما انتظرت منا موقفا مشرفا لسنوات و لكننا خذلناها . المهم ان الشعب نجح و انقذ ثورته و افسد عليهم خططهم و لكن بعد شهور من سقوط نظام مبارك و رحيل كل الوجوه الكريهة الى منتجع طرة الدولى باستثناء مبارك الذى يرقد هناك فى شرم الشيخ بحجة الارتجاج الاذينى الذى يعانى منه نصف سكان مصر و هاهم يكدون و يكدحون بلا كلل او ملل , خرج علينا من يطالب بعدم محاكمة مبارك بالمقارنة فانى لا ارى لهم مبررات يخرجون من اجلها فهم لن يستفيدوا من النظام الذى سقط . و من كانوا يدفعون لهم أو يدفعوهم للخروج يقيمون الان بمنتجع طرة و المحاسبة بدأت و الجميع ينتظر دوره. و السؤال البديهى لماذا خرجوا ؟أما عن من يكونون فاننا كنا نعرف من خرجوا يؤيدون فى عهد مبارك و فى ايام الثورة و بعدها فى الثورة المضادة , أما هؤلاء فأنا لا اعرف من هم و أظن ان الشعب لا يعرف ايضا من يكونون و هل يدفع لهم احد ايضا هذه المرة ؟ لقد سقط أمن الدولة و سقط معظم رجاله و سقط الحزب الذى كان يدفع و يمول مثل هذه الافعال و سقط كل أو معظم فاسدوا هذا العصر و لا أرى أن احدا يمكنه أن يدفع لهؤلاء الا اذا كان مايزال يمتلك نفس الاسلحة القديمة. أما بخصوص هؤلاء أنفسهم الذين طالبوا بعدم محاكمة مبارك فبما اننا لسنا اوفياء و هم ما زالوا أوفياء لسيدهم فأنا اطلب منهم التنازل عن حقوقهم المنهوبة فى هذا الوطن و عن حقوق ابنائهم و اسرهم فى حياة كريمة فى عهد مبارك بل و فى المرحلة القادمة ، و نحن لن نتنازل عن شئ منها بل اننى اطلب منهم سداد دم الشهداء و ضحايا السرطان و المرض من أموالهم و هذا هو الوفاء الحقيقى. أما نحن فالخسة و النذالة طبعنا و لن نتنازل
لن نتنازل