هل الازهر فى خريف العمر؟ - نظرية المؤامرة
صفحة 1 من اصل 1
هل الازهر فى خريف العمر؟ - نظرية المؤامرة
منذ ان دخلت هذة الواحة التى لم ازل استزيد منها علما و اخلاقا و اراء جيدة و ثقافة راقية لكن لفت نظرى هذا التجاهل اللافت للنظر لهذا الباب رغم ان معظم مرتادى المنتدى بل و اعضائه من خريجى الازهر و انا اولهم و كأن هذا الباب كان زائدا أو لم يطاله ما طال بلادنا من فساد البلاد و العباد و انتظرت ان يدلى احدنا بدلوه و لطالما طالعت الباب خاليا لكن الان شدنى الفضول ان أحذف الصفر المقابل لكلمة الازهر الشريف من باب الغيرة على مؤسسة لطالما لجأ اليها البلاد و العباد عند الشدائد على مر العصور.
نظرة سريعة على تارخ الازهر من بدايته و حتى عصرنا الحديث ، يعلم الجميع ان الازهر أنشأه جوهر الصقلى فى الدولة الفاطمية لنشر المذهب الشيعى فى مصر الذى تدين بالمذهب السنى بل و تتعصب له و لجعل القاهرة التى بنوا جزءا كبيرا منها عاصمة لدولتهم التى بدأو قبل سنين بسطها فى شمال افريقيا . و لما لم ينجحوا فى نشر مذهبهم لجأوا الى الحيل المعتادة و هى تجويع الناس و تشريدهم و نشر الخرافات و المعتقدات الباطلة كالموالد و اقامة الاضرحة التى لم تكن مصر تعرفها و ظل الازهر جامعا لم يتلق القبول لدى غالبية المسلمين فى مصر الى عهد صلاح الدين الايوبى الذى أغلق المسجد لسنوات عديدة . و عندما فتح فى العهد الأيوبى كان هذه المرة لينشر المذهب السنى ، و قوبل هذا بالترحيب من العلماء و الطلبة و الجماهير التى طالما انتظرت حدث مثل هذا ، ليبدأ بعدها دور الأزهر قويا و شامخا .
منذ ذلك التاريخ كان دور الأزهر ليس التعليم و حسب بل كان الوقوف يوما بيوم على يوميات الشعوب العربيه و الاسلامية ، ليقف علمائه و مشايخه فى كل الميادين و المحافل و من خلفهم الشعب لنصرة الحق و الاسلام . كان لعلماء الأزهر دائما مواقف حاسمة و مشرفة بل و قوية فى مواجهة بطش الحكام و تسلطهم على شعوبهم ، و كان التعدى على عالم من العلماء أو حتى طالب فى رواق من أروقة الأزهر من الاخطاء التى لا تغتفر و تقوم له الدنيا و لا تقعد . يذكر الجبرتى فى تاريخه تعدى احد سلاطين المماليك على احد علماء الازهر بالحبس و وقوف العلماء فى وجه و حمل الناس على ذلك السلطان على الافراج عنه و الاعتذار له .
حمل الأزهر من حينها راية التنوير و التطوير من عهد الى عهد و من دولة الى دولة ، حتى العهد الحديث و هو ما قبل الحملة الفرنسية التى قادها نابليون بونابرت فى اواخر القرن الثامن عشر بايعاز من المستشرقين الذين سكنوا فى القاهرة و تعلموا على يد علماء الازهر لسنوات و لما حدث ما حدث دخل نابليون بجنوده الى القاهرة كان أول ما فعلوه هو ان قتلوا كبار العلماء لعلمهم بمدى تاثيرهم على الناس و غيرتهم على دينهم و بلادهم .
استمر بعدها دور الازهر فى نشر العلوم الشرعية و من بعدها العلوم الطبيعية بعد فتاوى بتحليل دراستها . لم يكن يقتصر دوره على نشر العلم بل امتد الى النواحى السياسية و ادارة شئون البلاد و كان مشايخ الازهر هم من يوافق على تعيين الولاة و الحكام و مسئولى الدولة . كان هذا الدور فى عهد محمد على و أسرته الى الانقلاب الى قاده ضباط الجيش و استولوا على السلطة فى البلاد و كان اول ما فعلوه للاطمئنان على ان يمسكوا بذمام الامور للابد هو تقليل دور الازهر و تحجيمه و ابعاده عن دائرة الأحداث و نجحوا فى ذلك من خلال سن القوانين و اللوائح التى دعمت ذلك بحجة تطوير الأزهر رغم اعتراض بعض المشايخ و البعض الاخر لم يكن يفطن الى الفخ الذى يدبر للايقاع بالازهر و رجاله .
منذ ذلك الحين تم وضع الازهر داخل منظومة العمل الرسمى للدولة التى تسمح بالتعيين بداية من طالب و باحث الى شيخ الازهر نفسه . فى ظل هذا تراجع دور الازهر تدريجيا حتى وصلنا الى ما نجد الان . كانت دولتنا الحديثة منذ يوليو 1952 الى الان تسعى فى طريق تهميش دور الازهر بوسائل عدة نذكر منها :
1 - ادماج الازهر و مؤسساته جامعا و معاهد و جامعة ضمن اجهزة الدولة و اخضاعها لنفس القوانين المنظمة.
2 - وضع ميزانية الازهر تحت تصرف رئيس الوزراء و وزير المالية لتكون تحت تصرفهم بالزيادة و النقص.
3 - ادماج التبرعات القادمة من خارج مصر الى ميزانية الدولة و التصرف فيها بعيدا عن الازهر.
4 - السماح للفساد بالنمو داخل الازهر و غض النظر عن المخالفات المالية و الادارية التى تحدث داخله.
5 - اختيار شخصيات قيادية ذات اتجاهات معينة تفتقد الى الرؤية و القدرة على التقدم الى الامام.
6 - النقص الشديد المتعمد فى ميزانية الازهر و جامعته مما يجعل جميع العاملين يرضخون لتعليمات الوزير المسئول عن الازهر و هو رئيس الوزراء و معه وزير المالية.
7 - الزج بالازهر و رجاله و مؤسساته فى قضايا جانبية و هامشية تحمل طابع طائفى أو منهجى و ابعاده عن مساره الصحيح الذى كان عليه على مدى القرون المتتالية.
تلك كانت الاحداث فى اختصار شديد التى وصلت بنا الى ما نجد عليه الازهر الان . اتمنى ان يفيق الجميع للنهضة به و بالبلاد و الله على ما نقول شهيد و أعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون به الى الجنة و يلقى به فى النار .
نظرة سريعة على تارخ الازهر من بدايته و حتى عصرنا الحديث ، يعلم الجميع ان الازهر أنشأه جوهر الصقلى فى الدولة الفاطمية لنشر المذهب الشيعى فى مصر الذى تدين بالمذهب السنى بل و تتعصب له و لجعل القاهرة التى بنوا جزءا كبيرا منها عاصمة لدولتهم التى بدأو قبل سنين بسطها فى شمال افريقيا . و لما لم ينجحوا فى نشر مذهبهم لجأوا الى الحيل المعتادة و هى تجويع الناس و تشريدهم و نشر الخرافات و المعتقدات الباطلة كالموالد و اقامة الاضرحة التى لم تكن مصر تعرفها و ظل الازهر جامعا لم يتلق القبول لدى غالبية المسلمين فى مصر الى عهد صلاح الدين الايوبى الذى أغلق المسجد لسنوات عديدة . و عندما فتح فى العهد الأيوبى كان هذه المرة لينشر المذهب السنى ، و قوبل هذا بالترحيب من العلماء و الطلبة و الجماهير التى طالما انتظرت حدث مثل هذا ، ليبدأ بعدها دور الأزهر قويا و شامخا .
منذ ذلك التاريخ كان دور الأزهر ليس التعليم و حسب بل كان الوقوف يوما بيوم على يوميات الشعوب العربيه و الاسلامية ، ليقف علمائه و مشايخه فى كل الميادين و المحافل و من خلفهم الشعب لنصرة الحق و الاسلام . كان لعلماء الأزهر دائما مواقف حاسمة و مشرفة بل و قوية فى مواجهة بطش الحكام و تسلطهم على شعوبهم ، و كان التعدى على عالم من العلماء أو حتى طالب فى رواق من أروقة الأزهر من الاخطاء التى لا تغتفر و تقوم له الدنيا و لا تقعد . يذكر الجبرتى فى تاريخه تعدى احد سلاطين المماليك على احد علماء الازهر بالحبس و وقوف العلماء فى وجه و حمل الناس على ذلك السلطان على الافراج عنه و الاعتذار له .
حمل الأزهر من حينها راية التنوير و التطوير من عهد الى عهد و من دولة الى دولة ، حتى العهد الحديث و هو ما قبل الحملة الفرنسية التى قادها نابليون بونابرت فى اواخر القرن الثامن عشر بايعاز من المستشرقين الذين سكنوا فى القاهرة و تعلموا على يد علماء الازهر لسنوات و لما حدث ما حدث دخل نابليون بجنوده الى القاهرة كان أول ما فعلوه هو ان قتلوا كبار العلماء لعلمهم بمدى تاثيرهم على الناس و غيرتهم على دينهم و بلادهم .
استمر بعدها دور الازهر فى نشر العلوم الشرعية و من بعدها العلوم الطبيعية بعد فتاوى بتحليل دراستها . لم يكن يقتصر دوره على نشر العلم بل امتد الى النواحى السياسية و ادارة شئون البلاد و كان مشايخ الازهر هم من يوافق على تعيين الولاة و الحكام و مسئولى الدولة . كان هذا الدور فى عهد محمد على و أسرته الى الانقلاب الى قاده ضباط الجيش و استولوا على السلطة فى البلاد و كان اول ما فعلوه للاطمئنان على ان يمسكوا بذمام الامور للابد هو تقليل دور الازهر و تحجيمه و ابعاده عن دائرة الأحداث و نجحوا فى ذلك من خلال سن القوانين و اللوائح التى دعمت ذلك بحجة تطوير الأزهر رغم اعتراض بعض المشايخ و البعض الاخر لم يكن يفطن الى الفخ الذى يدبر للايقاع بالازهر و رجاله .
منذ ذلك الحين تم وضع الازهر داخل منظومة العمل الرسمى للدولة التى تسمح بالتعيين بداية من طالب و باحث الى شيخ الازهر نفسه . فى ظل هذا تراجع دور الازهر تدريجيا حتى وصلنا الى ما نجد الان . كانت دولتنا الحديثة منذ يوليو 1952 الى الان تسعى فى طريق تهميش دور الازهر بوسائل عدة نذكر منها :
1 - ادماج الازهر و مؤسساته جامعا و معاهد و جامعة ضمن اجهزة الدولة و اخضاعها لنفس القوانين المنظمة.
2 - وضع ميزانية الازهر تحت تصرف رئيس الوزراء و وزير المالية لتكون تحت تصرفهم بالزيادة و النقص.
3 - ادماج التبرعات القادمة من خارج مصر الى ميزانية الدولة و التصرف فيها بعيدا عن الازهر.
4 - السماح للفساد بالنمو داخل الازهر و غض النظر عن المخالفات المالية و الادارية التى تحدث داخله.
5 - اختيار شخصيات قيادية ذات اتجاهات معينة تفتقد الى الرؤية و القدرة على التقدم الى الامام.
6 - النقص الشديد المتعمد فى ميزانية الازهر و جامعته مما يجعل جميع العاملين يرضخون لتعليمات الوزير المسئول عن الازهر و هو رئيس الوزراء و معه وزير المالية.
7 - الزج بالازهر و رجاله و مؤسساته فى قضايا جانبية و هامشية تحمل طابع طائفى أو منهجى و ابعاده عن مساره الصحيح الذى كان عليه على مدى القرون المتتالية.
تلك كانت الاحداث فى اختصار شديد التى وصلت بنا الى ما نجد عليه الازهر الان . اتمنى ان يفيق الجميع للنهضة به و بالبلاد و الله على ما نقول شهيد و أعوذ بالله ان اكون جسرا تعبرون به الى الجنة و يلقى به فى النار .
د. محمد البقلى- مشرف
- عدد المساهمات : 45
النقاط : 5065
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى