زيارة السيد المحافظ

لم أكن حاضرا لتلك الزيارة و لكنى رأيت التفاؤل يبدوا على كتابات و تعليقات الجميع و هذا شئ مهم جدا و له دلالات مهمة ايضا. الدلالة الأولى هى النشاط الدؤوب و المجهود الذى قام به الشباب لأنجاح الزيارة و المؤتمر و هو شئ يتوجب علينا شكرهم و الوقوف بجانبهم بل و مساندتهم . الدلالة الثانية هى التجاوب الذى ابداه المحافظ فى تعاونه مع الشباب و مع مطالب الناس و هو ما كنا نفتقده فى السابق .
ان القرية تحتاج الى جهود مضنية للخروج من عثرتها التى اقامت فيها زهاء قرن ، مما يستوجب على الجميع كل فى موقعه العمل على قدم وساق و بأقصى ما يمكنه ان يعمل حتى نتخطى هذه المرحلة . و كانت زيارة المحافظ بداية جيدة لهذا العمل ، نسأل الله العلى العظيم ألا تتوقف .
اثار استاذنا الفاضل الاستاذ محمود عاصى مسألة الهرج و المرج التى تلت اللقاء فى سبيل استجابة المحافظ لطلبات الاهالى و هى طلبات اظن ان اغلبها مشروع . كان يجب ان يكون التنسيق بل و الحزم فى هذه المواقف اكثر من ذلك حفاظا على كرامة المواطنين . المهم فى تلك النقطة ان لا تكون مسألة الطلبات الفردية هى الهدف و ثقافة العامة ، و ان لا يتسول الناس الطلبات و مصالحهم من اى مسئول ايا كان موقعه . بل يكون الاهم و على رأس الأولويات هو وضع تشريعات و انظمة لحماية حقوق الناس و مصالحهم ، و الا فاننا امام حزب وطنى جديد و نفس الانظمة البائدة التى كانت تعطل حقوق المواطنين و تمنحهم اياها فى صورة استثناءات فردية يلهثون لأجلها خلفهم فى الدواوين الحكومية و على اعتاب نواب البرلمان . ارجوا ان تكون تلك ثقافة الناس و ان كان ذلك صعبا فى المرحلة الحالية فعلى الأفل فيجب ان تكون ثقافة المهتمين بالشأن العام و النشطاء .
ان ما يمنحه المحافظ من موافقات و تسهيلات ليس هبة منه او من غيره و لا ينبغى ان يكون كذلك بل انه لا ينبغى علينا ان نعطى اى مسئول ايا كان الشعور بذلك . هكذا توضع الامور فى نصابها الصحيح .
لاحظت فى الصور التى نشرت على الفيس بوك أمس ان كل اللافتات التى علقت فى مداخل القرية كلها باسم الاخوان المسلمين و حزب العدالة و التنمية و هم لهم كل الحق فى تعليق لافتات سواء بالترحيب او بعدمه و أعلم انهم بذلوا جهودا محمودة فى سبيل انجاح اللقاء و فى سبيل نشاطات اخرى ، لكنى لم ار لافته واحده باسم شباب بشتامى او اهالى بشتامى !!! لا ادرى ان كانت موجودة و لم يتم تصويرها أو لم تكن موجودة من الأصل و هذا شئ غريب و يستحق التساؤل . اتمنى على شباب الاخوان و باقى شباب القرية الاتحاد و توحيد الصفوف من اجل بلدنا التى ما زالت تنتظر منا المزيد .

( أنا خدامكم ) قالها المحافظ حرفيا .. و قد لمست من الحضور الغيرة على الصالح العام كل من وجهة نظره و من مستوى قناعاته و هذا شيىء جيد .. و ينفض غبار السلبية التى استهلكتنا طويلا .. الى حد كبير كان المؤتمر ناجحا و سلبياته تكاد تكون قليلة .. رأيت حماسة الشباب و كثير من الفهم و انخراط جيد فى العمل العام .. رأيت نهجا جديدا و اعترافا عمليا بالمستجدات .. و أننا قد تخلصنا من الأساليب القديمة البالية و معظم منتهجيها .. كما رأيت نوايا للعمل وفقا لما جاءت به الثورة المباركة .. فقط مزيدا من العمل و الإصرار على الصالح العام و نفض كل ما يمكن أن يسبب عرقلة فى هذا السبيل .. و أخيرا أرى واقعا يتغير و لابد من السير فى هذا الطريق و سد المنافذ أم كل باطل و كل مبطل . تحيتى و تقديرى