سلوكيات ـ زيارة المريض
صفحة 1 من اصل 1
سلوكيات ـ زيارة المريض
سلوكيات ـ زيارة المريض
مما حثنا عليه ديننا الحنيف زيارة من نعرفهم حال مرضهم و جعل الله سبحانه و تعالى في زيارة المريض عظيم الثواب و جزيل الأجر الذي قد لا يناله المسلم إلا حال زيارته للمريض إذا قام بالزيارة وفقا لآدابها الإسلامية حسب ما أقرتها سنة نبينا عليه الصلاة و السلام فما هي آداب زيارة المريض و ما الأجر الجزيل الذي يناله الزائر على هذه الزيارة . و ما الجزاء الذي يناله المريض حال صبره على المرض ؟
آداب زيارة المريض بإيجاز تتمثل في الإستأذان قبل الدخول على المريض و لا حرج إذا كان المريض نائما أو أن ظرفه لا تسمح بالزيارة أن نرجع لأنها آداب إسلامية في الأحوال العادية وحال عدم المرض و من ثم فالمريض أولى بهذه الرخصة التي أعطانا الإسلام إياها و بعد الاستإذان يدخل الزائر بهدوء و رفق و يجب على الزائر غض البصر عن عورات المكان الذي يوجد فيه المريض و بيته عموما . كما يجب عدم إطالة وقت الزيارة إما لإعطاء المريض الوقت للراحة أو إعطاء الغير فرصة للزيارة . و يجب الدعاء للمريض بالشفاء بما تيسر للزائر من دعاء كما يجب أن يظهر الزائر للمريض العطف و اللين و التألم لألمه . و زيارة المريض الأولى سنة و ما زاد على ذلك فهو نافلة .
أما فضل زيارة المريض فهي كثيرة أوجزها النبي صلى الله عليه و سلم في بعض أحاديثه الشريفة فقد علمنا النبي عليه السلام أنه " من عاد مريضا قعد في مخارف " أي طرق " الجنة حتى إذا قام وكل به سبعون ألف ملك يصلون عليه حتى الليل " فهل هذا الثواب لا يحفزنا على زيارة المريض . بل إنه يجب أن يكون حافزا للسؤال من المريض اليوم حتى نزوره ؟ طمعا في هذا الثواب الجزيل سبعون ألف ملك يصلون على الزائر حتى الليل . ماذا فعل ؟ لم يفعل الكثير لم يذهب للجهاد و لم يسافر للحج و لم يتكلف مشقة سفر و لا نفقته . فقط إنه زار مريضا و دعا له و اتبع آداب الزيارة و سنتها .
و علمنا رسول الرحمة و الإنسانية عليه الصلاة و السلام أنه " إذا عاد المسلم أخاه أو زاره قال الله تعالى له " طبت و طاب ممشاك و تبوأت من الجنة منزلا " . نعم الله هو الذي يقول و هو القادر على الجزاء و الثواب و أمره بين الكاف و النون .
أما ثواب المريض حال صبره على المرض فقد علمنا النبي عليه السلام أنه " إذا مرض العبد بعث الله تبارك و تعالى إليه ملكين فقال انظرا ماذا يقول لعواده ـ أي ماذا يقول المريض لزائريه ـ فإن هو إذا جاؤه حمد الله و أثنى عليه رفعا ـ أي الملكين ـ ذلك إلى الله و هو أعلم فيقول لعبدي علىّ إن توفيته أدخلته الجنة و إن أنا شفيته أن أبدله لحما خيرا من لحمه و دما خيرا من دمه و أن أكفر عنه سيئاته ". لولا الأمر بعدم الدعاء على النفس بالسوء لتمنيت المرض !
فأقل الأجر استبدال اللحم و الدم أفضل من الموجود و الذي يبدل هو الله سبحانه و تعالى و ليست استثماريات المستشفيات .
و لهذا علمنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه " من يرد الله به خيرا يصب منه " أي يقدر عليه المرض حتى يجزيه من الجزاء أوفاه و على الصبر من الثواب أجزله .
و قد زار النبي عليه السلام على بن أبى طالب كرم الله وجهه ـ نعم الزائر و نعم المريض ـ فقال له النبي عليه السلام قل " اللهم إني أسألك تعجيل عافيتك أو صبراً على بليتك أو خروجاً من الدنيا إلى رحمتك فإنك ستعطى إحداهنّ " ما أعظم الهدى النبوي و ما أعظم شرعنا الحنيف .
و من الآداب التي ينبغي أن يتحلى بها المريض حسن الصبر و قلة الشكوى و عدم الضجر و الدعاء إلى الله سبحانه و تعالى أن يمن عليه بالشفاء و التوكل بعد الدواء على خالق الدواء و مسبب الأسباب .
..................
نشرت بصفحة الاسلاميات بالأهرام المسائى
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى