لماذا سرقونا (2)
صفحة 1 من اصل 1
لماذا سرقونا (2)
لماذا سرقونا ( 2)
اظن اننى فى المقال السابق احبطت الكثير من القراء ان لم يكن كلهم لكنى أثرت ان افعل هذا ايمانا منى بأنه يجب ان نفتح جراحنا كلها حتى نستطيع معالجتها بشكل كامل و انه يجب ان تناقش كل مواضيعنا بكل صراحة و حزم و ان يجب ان تغطى كل جوانب القضية حتى لا تنفلت الامور من ايدينا و ايمانا منى ان العلاج الصحيح لا يبنى الا على تشخيص صحيح .
دائما ما توجد أركان لكل مشكلة أو قضية ما توجد و اذا بحثنا عن اركان هذا الفساد و هذه السرقات فسنجد ان انه يلزمها لتتكتمل وجود مسئولين فاسدين و قانون يسمح بهذا الفساد او يقننه و بيئة ينمو فيها هذا الفساد و موظفين يعملون لترسيخ الفساد فى المؤسسات.
فلبندأ بالمسئولين الفاسدين و هم كما يظن الناس العنصر الفاعل فى هذه الجريمة و هم اما فاسدون و اتوا الى السلطة بطريقة يعرفها الجميع ويلزمهم لكى ينهبوا ثروات البلد مواقفة موظفيهم و تمرير الامور بصورة رسمية و موافقة جهات رقابية داخل المؤسسة نفسها و كل هذا يسئل عنه صغار الموظفين , و الاغرب من ذلك ان تعلم ان لموظفين صغار فى الوزارة سلطات ايقاف هذه السرقات بطرق كثيرة مثل موظفى الشئون القانونية و المديرين الماليين و موظفى الجهات الرقابية بل و تحويلها الى النيابة العامة او نيابة الاموال العامة او النيابة الادارية و تدهش عندما تعلم ان هذا لم يحدث.
اما القانون الذى سمح بهذا الفساد فهو فى الحقيقة لم يسمح و لكن هناك من تغافل عنه بل و وضعه جانبا لحي تعديله بحجة انه يعيق التطور و التنمية و هذا يسال عنه موظفين و ليس المسئولين ذلك أن اى مسئول كبير فى النظام السابق كان أول ما يصنع هو استحضار موافقة الشئون القانونية بل و جذبها للوقوف بجانبه. وللتعجب عندما تعرف ان المسئولين السابقين يحاكمون على مخالفاتهم بنفس القانون الذين كانوا يعملون تحت مظلته و هذا يرد على من قالو انه لا يمكن محاسبة هؤلاء , أليس هذا القانون نفسه هو من يحاسبهم و يدينهم الان.
أما البيئة التى نما فيها الفساد و توحش حتى صار عملاقا لا يمكن الوقوف فى وجهه, فتلك التى صنعها الموظفين و أرسوا لها قواعد كانت أشد ما يمكن فاذا حللنا سلوك الموظفين على عمومهم فسنجد عجبا عجابا فمنهم من يدعم عملية السرقه صراحة و يسعى اليها سواء استطاع فعل ذلك بنفسه أو بغيره أو لم يستطع و منهم من يدعمها و لا يسعى اليها سواء بالموافقة الكتابية أو الضمنية أو تمريرها او السكوت عن المحاسبة و هو فى موقع المحاسبة. كذلك تجد من الموظفين من لا يدعم الفساد و لكنه يسعى اليه بمعنى انه لا يوافق على الفساد سواء كان يعتبره حرام شرعا ام مخالف قانونا أو انه يخشى على نفسه من العقاب لكن مع ذلك يسكت عن فساد يراه امامه سواه كان تحت يده او امامه او فى مصلحته و تحقق منهو يمكنه الالتفاف لحماية نفسه بتوقيعات او تاشيرات تحمل اكثر من معنى او تحايد ولا تبت فى الامر او يحول الامر الى جهة اخرى يعلم انها غير مختصة او انها ستدعم هذا الفساد . و النوع الاخير من الموظفين هو من لا يدعم الفساد و لا يسعى اليه و هم قلة قليلة و احقاقا للحق انهم لم تترك لهم الفرصة للسعى لهذا و لكن تم ابعادهم عن دائرة الاحداث لضمان سير الفساد بصورة امنة . و السؤال هل اذا قام كل او معظم موظفينا بفعل النمط الاخير هل سيبعدون جميعا ؟ الاجابة نعرفها جميعا . تلك كانت البيئة و اولئكم موظفونا الذين دائما ما نأمل لهم الافضل ولبلادنا بافضل .
كان هذا تحليلى . ارجوا ان اكون قد اصبت أو على الاقل سعيت الى الصواب. لا يعنى هذا اننى متشائم لكنى دائما ما ابحث عن أرض صلبة اقف عليها حيث ابدا مشوارى .
حفظ الله بلادنا من كل سوء و مكروه و وفق البلاد و العباد الى ما يحبه و يرضاه .
اظن اننى فى المقال السابق احبطت الكثير من القراء ان لم يكن كلهم لكنى أثرت ان افعل هذا ايمانا منى بأنه يجب ان نفتح جراحنا كلها حتى نستطيع معالجتها بشكل كامل و انه يجب ان تناقش كل مواضيعنا بكل صراحة و حزم و ان يجب ان تغطى كل جوانب القضية حتى لا تنفلت الامور من ايدينا و ايمانا منى ان العلاج الصحيح لا يبنى الا على تشخيص صحيح .
دائما ما توجد أركان لكل مشكلة أو قضية ما توجد و اذا بحثنا عن اركان هذا الفساد و هذه السرقات فسنجد ان انه يلزمها لتتكتمل وجود مسئولين فاسدين و قانون يسمح بهذا الفساد او يقننه و بيئة ينمو فيها هذا الفساد و موظفين يعملون لترسيخ الفساد فى المؤسسات.
فلبندأ بالمسئولين الفاسدين و هم كما يظن الناس العنصر الفاعل فى هذه الجريمة و هم اما فاسدون و اتوا الى السلطة بطريقة يعرفها الجميع ويلزمهم لكى ينهبوا ثروات البلد مواقفة موظفيهم و تمرير الامور بصورة رسمية و موافقة جهات رقابية داخل المؤسسة نفسها و كل هذا يسئل عنه صغار الموظفين , و الاغرب من ذلك ان تعلم ان لموظفين صغار فى الوزارة سلطات ايقاف هذه السرقات بطرق كثيرة مثل موظفى الشئون القانونية و المديرين الماليين و موظفى الجهات الرقابية بل و تحويلها الى النيابة العامة او نيابة الاموال العامة او النيابة الادارية و تدهش عندما تعلم ان هذا لم يحدث.
اما القانون الذى سمح بهذا الفساد فهو فى الحقيقة لم يسمح و لكن هناك من تغافل عنه بل و وضعه جانبا لحي تعديله بحجة انه يعيق التطور و التنمية و هذا يسال عنه موظفين و ليس المسئولين ذلك أن اى مسئول كبير فى النظام السابق كان أول ما يصنع هو استحضار موافقة الشئون القانونية بل و جذبها للوقوف بجانبه. وللتعجب عندما تعرف ان المسئولين السابقين يحاكمون على مخالفاتهم بنفس القانون الذين كانوا يعملون تحت مظلته و هذا يرد على من قالو انه لا يمكن محاسبة هؤلاء , أليس هذا القانون نفسه هو من يحاسبهم و يدينهم الان.
أما البيئة التى نما فيها الفساد و توحش حتى صار عملاقا لا يمكن الوقوف فى وجهه, فتلك التى صنعها الموظفين و أرسوا لها قواعد كانت أشد ما يمكن فاذا حللنا سلوك الموظفين على عمومهم فسنجد عجبا عجابا فمنهم من يدعم عملية السرقه صراحة و يسعى اليها سواء استطاع فعل ذلك بنفسه أو بغيره أو لم يستطع و منهم من يدعمها و لا يسعى اليها سواء بالموافقة الكتابية أو الضمنية أو تمريرها او السكوت عن المحاسبة و هو فى موقع المحاسبة. كذلك تجد من الموظفين من لا يدعم الفساد و لكنه يسعى اليه بمعنى انه لا يوافق على الفساد سواء كان يعتبره حرام شرعا ام مخالف قانونا أو انه يخشى على نفسه من العقاب لكن مع ذلك يسكت عن فساد يراه امامه سواه كان تحت يده او امامه او فى مصلحته و تحقق منهو يمكنه الالتفاف لحماية نفسه بتوقيعات او تاشيرات تحمل اكثر من معنى او تحايد ولا تبت فى الامر او يحول الامر الى جهة اخرى يعلم انها غير مختصة او انها ستدعم هذا الفساد . و النوع الاخير من الموظفين هو من لا يدعم الفساد و لا يسعى اليه و هم قلة قليلة و احقاقا للحق انهم لم تترك لهم الفرصة للسعى لهذا و لكن تم ابعادهم عن دائرة الاحداث لضمان سير الفساد بصورة امنة . و السؤال هل اذا قام كل او معظم موظفينا بفعل النمط الاخير هل سيبعدون جميعا ؟ الاجابة نعرفها جميعا . تلك كانت البيئة و اولئكم موظفونا الذين دائما ما نأمل لهم الافضل ولبلادنا بافضل .
كان هذا تحليلى . ارجوا ان اكون قد اصبت أو على الاقل سعيت الى الصواب. لا يعنى هذا اننى متشائم لكنى دائما ما ابحث عن أرض صلبة اقف عليها حيث ابدا مشوارى .
حفظ الله بلادنا من كل سوء و مكروه و وفق البلاد و العباد الى ما يحبه و يرضاه .
د. محمد البقلى- مشرف
- عدد المساهمات : 45
النقاط : 5065
التقييم : 0
تاريخ التسجيل : 22/04/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى